كثرة الذكر وعلاقته بالبراءة من النفاق
وذكر بعض أقول التابعين ومنها: (قول كعب رضي الله تعالى عنه: [ من أكثر ذكر الله برئ من النفاق ] )، قال الحافظ ابن رجب: (ويشهد لهذا المعنى: أن الله تبارك وتعالى وصف المنافقين بأنهم: (( وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ))[النساء:142]).إذاً فالمؤمنون يذكرون الله كثيراً، فبمقدار ذكرك لله تبتعد عن هذه الصفة من صفات المنافقين، ومن أكثر ذكر الله كان أبعد عن النفاق، ومن كان قليل الذكر لله فهو أقرب إلى أن يكون قريباً من المنافقين، أو يكون منافقاً خالصاً، والعياذ بالله.قال ابن رجب: (ولهذا ختمت سورة المنافقين أيضاً بالأمر بذكر الله وألا يلهي المؤمن عن ذلك مال، قال: ولا ولد، وأن من ألهاه ذلك عن ذكر الله فهو من الخاسرين) (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ))[المنافقون:9]، فأشار في آخر سورة المنافقون إلى أن حال المنافقين هو الإشغال بالأموال، والاشتغال بالأولاد عن ذكر الله تبارك وتعالى. (قال الربيع بن أنس عن بعض أصحابه قال: علامة حب الله: كثرة ذكره، فإنك لن تحب شيئاً إلا أكثرت ذكره).وهذه قاعدة عظيمة، وكل واحد منا يجد هذا من نفسه، فمن أحب منا شيئاً أكثر من ذكره، فإن كنت تريد أن تحب الله، وأن تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأكثر من ذكر الله، وأكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.